دائماً ما كان يعاني (بوب) من الاعتداء الجنسي عليه في صغره. لقد كانت ذكرياته عن هذا الموضوع شديدة وخلقت عنده كماً كبيراً من الغضب.حصلت الاعتداءات عليه قبل تقريباً ٣٠ سنة، وكان يعرف في داخله أن الاحتفاظ بالغضب يكلفه راحة البال؛ لكنه وعلى المستوى العاطفي، لم يكن يستطيع التغاضي عن الموضوع.
elasli.com |
لقد استغرق الأمر جلستين غير اعتياديتين ( من تقنية الحرية النفسية)لتخليصه من الغضب وإعطائه الراحة من هذه المشكلة. وأقول جلسة غير اعتيادية لأنه تمت خلال وقت إحدى الدورات وأمام المشاركين مباشرة.
لم يرد أن يفصح عن فحوى المشكلة صراحة أمام الحضور، لذلك قمت بالعمل على ذكريات هذه المشكلة فيما كان هو يعرفها في عقله.
هذه مسألة سهلة التنفيذ في تقنية الحرية النفسية لأن كل ما هو مطلوب من المستفيد هو "التركيز" على المشكلة خلال القيام بالربت عليها. ويمكن القيام "بالتركيز" على المشكلة في السر.
قمت بالاتصال مع (بوب) بعد شهر وأخبرني "أنه لم يفكر بتلك المشكلة كثيراً"، وهذه ردة فعل طبيعية لتطبيق تقنية الحرية النفسية، أية مشكلة مهما عظمت تختفي، ويقول بعض الأشخاص أنه بعد تطبيق تقنية الحرية النفسية لا يستطيعون حتى مجرد تذكر ما هي المشكلة. هذا كلام غير دقيق، لكن هذا رأيهم.
لا تختفي الذكرى أبداً لأنني عندما أطلب منهم أن يصفوا لي ما حدث، يقومون بوصف الموضوع بأدق تفاصيله.
ما يحدث هو أن العقبة العاطفية المرتبطة بتلك الذكرى تختفي، وبالتالي لا يتذكرون الأمر كما السابق. ويصبح الأمر بالنسبة لهم ذكرى من طي الماضي.
ويبدو أن الأشخاص لا يستطيعون أن يتذكروا تلك الذكرى لأنها تنقص عنصرا ما كان يحفزهم في الماضي.وهذا ما نريده طبعاً. نحن نبحث عن الحرية النفسية هنا ... وليس فقدان الذاكرة.
ولم تكن تقنية الحرية النفسية ناجحة ١٠٠ % هنا، لأن (بوب) لا زال يحمل بعض الذكريات الخفيفة والنادرة.
لكن الأمر الآن ليس كما كان سابقاً. ويمكنه التخلص من أي بقايا للمشكلة إن هو ثابر على استخدام التقنية.
"مقتطف من مذكرة الحرية النفسية لمؤسس التقنية (كاري كريج)-تعريب الدكتور حمود العبري"
النسخة المجانية من المذكرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق