12/23/2011

قصة تقنية الحرية النفسية EFT باختصار



- ترجع جذور تقنية الحرية النفسية EFT إلى بدايات الجنس البشري، حين كان الإنسان يجد راحته دائما في التداوي باستعمال أصابعه..
وأكثر قربا من ذلك ، تبدأ قصة EFT مع الطب الصيني مع اختراع أسلوب الوخز بالإبر، ذلك الأسلوب الذي تم تطويره وصقله على امتداد القرون، لكن لم تكن تتم ممارسته وتطويره لعلاج المشاكل النفسية، ولم يكن يعتبره ممارسوه تقنية للعلاج النفسي.



D.George Goodheart

- وفي القرن العشرين، أسس مقوم العظام المعروف الدكتور (George Goodheart ) شعبة جديدة ، يتعلق الأمر
بطريقة دقيقة إلى حد ما، لتقييم احتياجات الجسم من خلال الإختبارات العضلية. يتم تدريس تلك الطريقة اليوم تحت مسمى علم الحركة التطبيقي، وتمارس في مختلف أنحاء العالم تحت اشكال كثيرة، لكن ليس من الضروري معرفتها من أجل ممارسة تقنية الحرية النفسية EFT .

- في عام 1962 تعرف الدكتور(George Goodheart ) إلى أسلوب الوخز بالإبر ، عن طريق قرائته لكتاب نشرته شركة العلاج بالوخز بالإبر في بريطانيا العظمى؛ وانطلق مفتونا بالإمكانات الجديدة التي انفتحت أمامه،مقررا البحث عما يمكن لتقنية الوخز بالإبر هذه، أن تقدمه لعلم الحركة التطبيقي الذي يختص فيه؛ وتسائل بعد ذلك عن إمكانية تجاوز استخدام الإبر وممارسة الضغط بالأصابع فقط،أو تطبيق ربت لطيف على نقاط الطاقة.. نجح ذلك ، وكان خطوة كبيرة نحو الأمام، لأنه صار طريقة جديدة، في متناول عدد أكبر من الناس..


D.John Diamond

- وفي سنة 1970 وبالاستناد إلى أعمال (George Goodheart ) ، أضاف (John Diamond) الطبيب النفساني الأسترالي خطوة أخرى نحو الأمام ، عن طريق أسلوبه في العلاج تحت عنوان علم الحركة السلوكي (kinésiologie béhavioriste) منطلقا من طريقة (Goodheart )، واستخدم من بين أمور متعددة، أسلوب التأكيدات الإيجابية وهو يلمس نقاط الوخز بالإبر بهدف علاج المشاكل النفسية..(هذا التطور صار منبع جميع العلاجات النفسية المعتمدة على مسارات الطاقة اليوم، وعلى رأسها تقنية الحرية النفسية المعروفة والتي أثبتت جدواها على مستوى العالم.)



D.Rojer Callahan

- وفي عام 1980 انفتح أفق جديد على يد عالم النفس السويسري(Roger Callahan) مستفيدا من علم الحركة التطبيقي (kinésiologie appliquée) ؛ لقد أتقن (Roger Callahan) الأسلوب معتمدا على الدمج بين ثنائية التربيت على نقاط الطاقة ، والتركيز على المشكل النفسي المراد علاجه؛ ومن هناك نشأت طريق علاج جديدة بالكامل..لقد اكتشف أنه يمكن عندما يركز الإنسان على خوف محدد ويتبع ذلك بالتربيت على نقاط طاقة محددة ، أن يزيل الخوف بصفة دائمة..ما يسمى بالدقيقة المعجزة.. (ليس الامر بذات السرعة دائما..)
وكما يكون الحال غالبا، كانت الصدفة هي التي قادته الى ذلك الاكتشاف ،و بالضبط مع (ماري) المرأة الشابة ، التي كانت تعاني من خوف شديد اتجاه المياه لدرجة أنها لم تكن قادرة على الدخول في حوض للإستحمام، دون الإحساس بقلق شديد؛ فقد حاول أن يحل مشكلتها باستعمال أساليب عديدة للحد من خوفها، لكن التقدم كان يتم ببطء وبطريقة غير مشجعة؛ فلم يكن واردا أبدا بالنسبة ل (ماري) أن تقترب من حوض السباحة الموجود في باحة مكتب الدكتور (Roger
Callahan) ، فلم تكن تحتمل رشة ماء على جسدها بدون الإحساس بشعور أقرب ما يكون إلى الذعر..
لكن ذات صباح مشرق، عندما كانا يعملان معا على علاج ذلك الخوف، أسرت له (ماري) بأن ذلك الشعور يتمركز في معدتها؛ فكان أن تذكر الدكتور فورا وجود نقطة للطاقة تحت العين، مرتبطة ارتباطا مباشرا حسب الطب الصيني بالمسار المتصل بالمعدة؛ نتيجة لذلك طلب  الدكتور (Callahanمن (ماري) أن تربت على تلك النقطة، فكر أن ذلك يمكن أن يعدل اختلالا محتملا حصل في نظام الطاقة هناك، وفي نفس الوقت يخفف من أعراض عدم الراحة المتمركزة على مستوى المعدة عند (ماري) .
قامت (ماري) بذلك، تماما  كما طلب منها الدكتور كالاهان؛ فحدث شئ لم يكن متوقعا ابدا؛ فبدلا من أن تحسفقط بالتحسن على مستوى المعدة ، أعلنت أيضا أن شعورها بالخوف من الماء قد انتهى.. لم يعلق الدكتور كالاهان حينها أهمية كبيرة على الأمر، إذا بدا له تسرعا نوعا ما؛ لكن عندما رآها تقف وتعدوا ناحية حوض السباحة أحس أن الأمر فعلا بات يستلزم الأخذ على محمل الجد..لم تكن (ماري) تتقن السباحة فتبعها جريا كي يمنعها من السقوط في الحوض..ورغم أن ذلك كان يبدوا غريبا، إلا أن خوف ماري كان قد تلاشى فعليا، وكانت تطمئن الدكتور وهي واقفة وسط الحوض ترش المياه على وجهها في فرح وسعادة..خلاصة اكتشف الدكتور(Callahan) أن ماري، عن طريق الربت على نقطة محددة ، ومركزة على خوفها، استطاعت أن تتخلص من مشكلتها.
تابع ابحاثه بعد ذلك، مستعينا بعلم الحركة التطبيقي (kinésiologie appliquée) محاولا تحديد أي نقط من نقاط الطاقة تختص في علاج هذا المرض أو ذاك ، و قام بتحديث لوغاريتمات خاصة بكل نوع من المشاعر السلبية على حدا؛ وفي البداية قام بتسمة أسلوبه في العلاج ب تقنيات "كالاهان" ، قبل أن يستقر فيما بعد على التسمية  ب أسلوب العلاج بحقول التفكير، و تحصل أسلوبه العلاجي ذاك فعلا على نتائج سريرية لافتة ..
لكن رغم النتائج المبهرة والفعالة كانت هناك بعض العوائق: الاختبار العضلي لتحديد نقاط الطاقة المحددة لعلاج كل حالة كان إجراء مرهقا بعض الشئ ، كما لابد أن يضطلع به خبير في المجال؛ وبالتالي فالتقنية لن تكون أسلوب شفاء ذاتي يمكن لأي مريض أن يمارسه لوحده؛ فكان السؤال المطروح من خلال ذلك : ما المانع في الربت على نقاط الطاقة في الجسم كلها؟ الربت على جميع نقاط الطاقة سيضمن أننا لن نهمل نقطة ما مهمة في العلاج، كما سيجعلنا نقتصد في اللجوء الى اختبار العضلات..
طرح العديد من تلاميذ الدكتور كالاهان تلك القضية، وتم تجريب رؤى مختلفة في ذلك، لكن الرؤية الخاصة ب (gary craig) كانت هي التي قدمت تقريبا الجواب الأكثر كمالا.. (gary craig) مدرب التنمية البشرية ، والذي تلقى تكوينه في الهندسة في الأصل؛ بدأت طريقته في العلاج تعرف نجاحا منذ منتصف سنة 1990 م، وذلك لبساطتها في الاستعمال، ولسرعتها في التطبيق ولنتائجها الفعالة..



Gary Craig
هذه خلاصة القصة التاريخية لتقنية الحرية النفسية (EFT)، أن أسلوب الوخز بالإبر الذي جاء إلينا منذ 50 سنة من الشرق متكئا على فلسفة مسارات الطاقة في الجسم، ها هو يعود الآن إلى منبته الشرقي عائدا من الغرب ،حاملا ذات الفلسفة ،لكن، في ثوب جديد اسمه تقنية الحرية النفسية..


مترجم بتصرف عن الموقع الفرنسي http://www.technique-eft.com















0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
;